فقدت رشا أمها مع اثنين من إخوتها وهي في عمر السابعة لتصبح طفلة يتيمة بعد أن كانت قد فقدت أباها قبل ذلك. انتقلت رشا للعيش مع عمها والذي أصبح مسؤوالً عنها بعد ذلك. قام العم بإرسالها إلى مدرسة لألطفال الأيتام حيث اعتقد بأنه سيكون المكان الأمثل لأبنة أخيه اليتيمة برفقة زمالاء آخرين لها -أيتام- يشاركونها نفس الظروف المحزنة التي كانت تمر بها. عائلة رشا لم تتعرض للنزوح، فهم كانو من سكان بلدة المقدادية والتي تعتبر وجهة رئيسية للعوائل النازحة من مناطق أخرى في شرق المقدادية، وكانت هذه المنطقة مستهدفة بشكل كبير بالقصف الجوي وحتى المواجهات المسلحة. لم تكن عائلة رشا ذات دخل مرتفع ، لكنها كانت عائلة ذات تعليم جيد ، وكان كال والديها مدرسين ، وكانوا يأملون في تربية أطفالهم ليتم مراحل التعليم العالي. توفي الأب نتيجة المواجهات العسكرية التي طالت المنطقة ليترك الأم مع 4 أبناء ذكور وبنتين لتقوم بتربيتهم ودعمهم وتدريسهم. استمرت الأم في العمل الذي كانت تبرع فيه وهو التدريس في مدرسة بنات المقداد والتي تشرف منظمة بذور الخير لإلغاثة والتنمية على تقديم الخدمات فيه. من خلال حملة القصف على بلدة المقدادية في كانون الأول 2014 خسرت العائلة معليتهم الوحيد، الأم مع اثنين من الأطفال الذين كانوا خائفين ويخبئون رؤوسهم تحت ذراعي أمهم. وبعد انتقال رشا للعيش مع عائلة عمها الذي لم يكن قادرا بأنه فقد اثنين آخرين من أشقائه ً على توفير الدخل الكافي و الدعم النفسي لأبناء أخيه الأيتام، مع الذين خلفوا وراءهم عوائلهم ليواجهوا صعوبة الحياة وحدهم في العراق . بالنسبة ل رشا لم تكن مدرسة الأيتام المكان المناسب للتعلم، ولكن بقي أملها الطفولي في داخلها متمنياً غد أفضل. بقي معلمو مدرسة بنات المقداد مخلصين لز ميلتهم المحبوبة فاطمة )والدة رشا( ولم ينسوا رشا أبدًا ، فبعد التطورات والخدمات التي قامت بها منظمة بذور الخير لأغاثة والتنمية في مدرستهم تواصلت المدرسات مع الأخت الكبرى لرشا والتي اضطرت للعمل هي واألخ الأكبر لتوفير الحد الأدنى من مستوى المعيشة أشقائهم بعد أن عادوا جميعًا للعيش في نفس المنزل الذي اعتادوا العيش فيه بعد إعادة تأهيلها من قبل بذور الخير . في 1 أيلول من أكتوبر 2018 ، عادت رشا للتسجيل في الصف الرابع في مدرستها ”مدرسة بنات المقداد“ ، حيث اعتادت والدتها على التدريس لما يقرب من 10 سنوات. كان للصدمة التي شعرت بهما رشا تأثير كبير على الفتاة الصغيرة ، وتخشى الأن أي أصوات مفاجئة بسبب القصف الذي استهدف منزلها ”أكثر ما أخافني كان القصف ، كان يضرب منزلنا“. الحظت زهراء معلمة رشا التي حضرت ”التدريب على سياسة حماية الطفل“ لمدة ثالثة أيام باإلضافة إلى تدريب آخر قدمه موظفو منظمة بذور الخير ، بأنها الأتظهر نفس ردود الفعل لزمالئها في الفصول الدراسية، والأ تشارك معهم في اللعب ، وتتحدث بالحد الأدنى من الكلمات. حاولت المعلمة تشجيع رشا ، من خلال التحدث إليها واكتساب ثقتها ، وتحفيزها على حضور الدروس، والأهم من ذلك ، التحدث معها عن أسرتها ، وعن والديها الذين فقدتهم. لأحظت المعلمة أن الرسم هو أحد الأدوات المفيدة للغاية لأطفال للتعبير عن أفكارهم، لذا فقد قامت بتشجيع األطفال ومن بينهم رشا على الرسم، وبالفعل بدأت رشا بالرسم مع أصدقائها باستخدام المواد والالوان التي قدمها فريق بذور الخير إلى ا لمدرسة. من الواضح أن رشا ستظل تتذكر والدتها وأبيها وتتحدث عنها كما قالت: ”الشيء الذي سيساعدني أكثر ، هو أن يعيش والداي معنا مرة أخرى“. لكن أليس من الأفضل بكثير أن تتمكن رشا من ذكر والديها والتعبير عن شعورها بفقدهما، من أجل أن تستطيع تجاوز هذه الأيام الصعبة من حياتها. أصر مدرسو رشا على مساعدتها للتغلب على مشاكلها والعودة إلى المسار الصحيح في فصلها. وأصبحت مدرستها فخورة وسعيدة للغاية فتقول: “ رشا تلعب مع صديقاتها مرة أخرى ، وتقوم بممارسة هواياتها ، ونقوم بالرسم كثيرا“. على الرغم من أن التعليم الذي حظيت به رشا سابقاً في الصف الثاني والثالث لم يكن جيداً بالشكل الكافي الذي تستحق، ولكنها استطاعت التفوق في الصف الرابع بدعم وعناية من مدرستها. تشارك رشا الأن في الفصل بنشاط كبير، وهي تلعب مع صديقاتها ، وخاصة صديقتها المفضلة سما ، وهي تتحدث إلى معلمتها كثيرا. الأن ، أصبحت رشا أكثر تفاؤل بشأن تحقيق طموحها المذهل ”حلمي هو أن أكون طبيبة. سأواصل تعليمي وتحقيق حلمي...
منظمة بذور الخير للاغاثة والتنمية
مسجلة في دائرة المنظمات غير الحكومية في الأمانة العامة لمجلس الوزراء ديالى - بعقوبة - حي المصطفى info@baord.org اتصل بنا على: 9647705526939+
كيف يتم انفاق التمويل
ساعات العمل من السبت إلى الخميس من الساعة 8:00 صباحاً إلى 5:00 مساءً بتوقيت العراق للتبرع أو من أجل جمع التبرعات، الرجاء الاتصال على 9647705526939+